ألا يا صاحبي.. سِر فلا كَبا بِكَ الفَرَس

كم من مٌودع قد ودع صاحبه.. بأصدق المعاني وأبلغ الكلمات، غير أنه لا أحب الي من تلك العبارة القصيرة الجميلة التي قالها العماد الكاتب للقاضي الفاضل -رحمة الله عليهما وعلى من جمع بينهما- حين ركب القاضي الفاضل مستعدا للذهاب بعد زيارته العماد الكاتب، فقال له العماد مودعا إياه سِر فلا كَبا بِــكَ الفَــرَس أما اليوم وإذا كنت أنا -القائل- لا أماثل في القدر العماد الكاتب، فإن صاحبي ليس بأقل قدرا وفضلا من القاضي الفاضل والحمد لله رب العالمين وإننا حين نودع أصحابا لنا على أمل التلاقي.. قد لا يجد المرء أدق من هذه الكلمات ألا يا صاحبي.. سِر فلا كَبا بِكَ الفَرَس