🦋 غيــث

أبشر برفيقِِ -للطريقِ- اتَاكَ معه الغيـثُ من حيثُ لا تدري.. فإن طال الطريق -وحُق له أن يطول- فأى غاية أسمى و أى مَرجو أعظم من درجات علا فى جنات عرضها السماوات والأرض و رؤية رب كريم .. وأن الى ربك المنتهى.. إن الرفيق قد يكون خير عون فى الطريق، و لا يصح أن يسمى رفيقا من هو ليس بسالك نفس الطريق، بل الرفيق يكون سالكا نفس الطريق و إن سبق أو تأخر قليلا فلا ضير ما دام الرفيقان يسيران فى نفس الركب سويا، فهذة واحدة .. أما الثانية ففيها أبين حال الرفيق و صفة الصديق، أما عن الصديق فإنى أرى أنه لا يكون صديقا بحق إلا من كان رفيقا بحق، فانظر فى الرفاق و اختر منهم صديقا يكن لك خير صديق و رفيق.. و الرفيق الصديق خير عون فى الطريق. فإن لم تجد منه عونا ظاهرا فإنك تجد منه ودا و حبا ينسيك دوما آلام الطريق، و نار الشوق بينكما حتما ستحرق كل أشواك الطريق.. فذاك رأيى و لا ألزم به غيرى، لكنني أسعى لنفع صاحبي * و عار على الشبعان إن جاع صاحبه وقد يكون الشوق حِصنٌ يحمى كل من بالرَكبِ من عَثراتِ الطريق، فما نحن في هذه الدنيا الا عابري سبيل؛ نمضى على نهج خير القرون ولا نطلب إلا ان تدركنا المنايا بنفس ...